الله واحد في ثالوث
نحن المسيحيين نؤمن باله واحد لا شريك له غير محدود، مالئ السماوات والأرض خالق الكل أزلي قبل الأكوان، أبدى لا نهاية لملكه. وهذه العقيدة واضحة تماماً فى الإنجيل المقدس وقانون الإيمان المسيحي كما سترى.
- السيد المسيح نفسه يوضح هذه العقيدة بفمه الطاهر عندما جاءه أحد اليهود ليسأله عن اعظم الوصايا فأجابه يسوع "أن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك، وهذه هي الوصية الأولى" (مر 12 : 29) وهى صدى وتوكيد لما جاء في (سفر التثنية 6 :4 –9).
نؤمن باله واحد وليس بثلاثة آلهة أما عن قولنا الآب والابن والروح القدس فهذا ما سنوضح مفهومه الصحيح فى حديثنا عن الثالوث الأقدس فيما يلي.
الثالوث الأقدس في المسيحية
إن عقيدة الثالوث لا تعنى مطلقاً أننا نؤمن بوجود ثلاثة آلهة كما يتوهم البعض، ولكن مفهوم هذه العقيدة هو أن الله الواحد: موجود بذاته، وله كلمة، وله روح كما سنوضح فيما يلي:
* فالله موجود بذاتـه: أي أن الله كائن له ذات حقيقية وليس هو مجرد فكرة بلا وجود. وهذا الوجود هو أصل كل الوجود. ومن هنا أعلن الله عن وجوده هذا بلفظة (الآب)
[ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود].
* والله ناطق بكلمته: أي أن الله الموجود بذاته هو كائن عاقل ناطق بالكلمة وليس هو إله صامت، ولقد أعلن الله عن عقله الناطق هذا بلفظة (الابن)
[كما نعبر عن الكلمة الخارجة من فم الإنسان: بقولنا "بنت شفة" ولا تعنى هذه اللفظة أي معنى مادي أو جسدي بل لأنه مصدر الوجود].
* والله أيضا حي بروحه: إذ أن الله الذي يعطي حياة لكل بشر لا نتصور أنه هو نفسه بدون روح! ولقد أعلن الله عن روحه هذا بلفظة (الروح القدس)
- قال السيد المسيح لتلاميذه "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19)
فالوحدانية واضحة من قوله: عمدوهم "باسم" أي باسم الله الواحد. ولم يقل "بأسماء" لأننا لا نؤمن بثلاثة آلهة لها ثلاثة أسماء حاشا. والثالوث واضح من قوله في الآية السابقة: "الآب والابن والروح القدس".
وهذا هو الثالوث الأقدس في الإله الواحد الذي نؤمن به. أمين.